كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 3)

أَبلِغْ بن كاهلٍ عنِّى مُغلغَلةً ... والقومُ مِن دونهمْ سَعْيا ومَرْكوبُ (¬1)
مُغلغَلة: رِسالة تَغلغَلتْ إليهم حتى وَصَلَتْهم. وسَعْيَا ومَركوب: موضعان.
أَبلِغْ هُذَيلا وأَبلِغْ من يُبلِّغها ... عنَّى رَسولًا (¬2) وبعضُ القَوْلِ تكذيبُ
بأنّ ذا الكَلْبِ عَمْرًا خَيْرهم نَسَباً (¬3) ... ببَطْنِ شَريانَ يَعوِى عنده الذِّبب
بَطن شَرْيان: موضعٌ قُتِل فيه.
الطاعنُ الطعنةَ النَّجْلَاء يتَبَعها ... مُثْعَتْجِرٌ من دِماءِ الجَوْف أُثْعوبُ (¬4)
تَمشِى النُّسورُ إليه وهي لاهِيةٌ ... مَشْىَ العَذَارَى عليهنّ الجَلابِيْبُ (¬5)
¬__________
(¬1) بنو كاهل من هذيل. ومغلغلة: يتغلغل بها إليهم. ورواه أبو عمرو:
لا مرحبا بخيال بات يطرقنى ... والقوم دونهم سعيا ومركوب
وقد أُورد السكرى بعد هذا البيت بيتا آخر ولم يرد في الأصل وهذا نصه:
والقوم من دونهم أين ومسغبة ... وذات ريد بها رضع وأسلوب
وفسره السكرى فقال: الأين الإعياء. والمسغبة: الجوع. وذات ريد: يريد الجبل، جعله هضبة شامخة لها حروف نادرة. والرضع: شجر، وفى غير هذا الموضع الرضع أولاد النخل. ويقال: بل هو ها هنا أولاد النخل. والأسلوب: أراد شجر السلب الذي يكون فيه الليف الأبيض، الواحدة سلبة.
(¬2) في السكرى "حديثا" مكان "رسولا".
(¬3) في السكرى: "خيرهم حسبا".
(¬4) في رواية "من نجيع الجوف" وفسره السكرى فقال: نجلاء واسعة. والمثعنجر: السائل الذي يتصبب. والنجيع: الدم. وأثعوب: ينثعب. قال: ويروى "أسكوب" وأسكوب من السكب أي منسكب. (اهـ ملخصا من السكرى).
(¬5) شرح السكرى هذا البيت فقال: لاهية أي آمنة لا يذعرها شيء لأنه قد مات، فالنسور يعد موته أصبحت لا تفرق منه. يقول: فهى آمنة تمشى مشى العذارى. وقال ابن حبيب: لاهية، أي تلهو بلحمه لأنه مقتول.

الصفحة 125