واللهِ ما هِقْلةٌ حَصّاءُ عَنَّ لها ... جَوْنُ السَّراةِ هِزَفٌّ لَحْمُها (¬1) زِيَمُ
هِقْلة: نَعامة. والذَّكَر هِقْل. حَصّاء: قد تَحاتَّ عنها الرِّيش، وذلك من كبَرها، فهو أشدُّ لها، وأنشَدَنا "مُعْط الحُلوقِ عن عُرُضٍ": أي يُبارِيها ذَكَر فى العَدْو (¬2). والهِزَفّ والهِجَفّ: واحد، وهو الجافِى. وقولهُ: لَحمُها زِيَم، أي قِطَع على رءوس العِظام، يقول: ليستْ بمَذْمومة، وذلك أشدُّ لها.
كانتْ بأَوْدِيَةٍ مَحْلٍ فجادَ لها ... من الرَّبيعِ نِجاءُ نَبْتُه دِيَمُ
قال: يريد أصابها نِجاء من المطر، ونبته أيضا: دِيم من المطر، يقول: كانت بأوديةٍ غُبْر فهى بضُرّ، ثم جاد لها بنَبْتِ ما تَأْكل" وهو أشدُّ لها (¬3).
فهى شَنُون قد ابتَلّت مَسارِبهُا ... غيُر السَّحوِف ولكنْ عَظْمُها (¬4) زَهِمُ
¬__________
(¬1) لحمها زيم: متعضل متفرّق ليس بمجتمع فى مكان فيبدن (اللسان)، وفى السكرى "تالله" مكان "والله" "وهجف لحمه" مكان "هزف لحمها" وشرحه فقال: الهقلة: أنثى الظليم. والحصاء: التي لا ريش على رأسها. وهجف: ضخم. ويروى "هزف" وهو أجود الروايتين. والهزف: الخفيف. زيم: متقطع ها هنا وها هنا، وذلك لقوّة لحمه وصلابته. وعنّ: اعترض. وجون السراة يعنى ظلما (اهـ ملخصا).
(¬2) يباريها ذكر فى العدو: تفسير لقوله فى البيت "عنّ لها ... جون السراة". كأنه يقول: اعترضها هذا الظليم مسابقا لها فى عدوها.
(¬3) شرح السكرى هذا البيت فقال: واد محل وأودية محل سواء. ونجاء: جمع نجو، وهو السحاب. وديم: أمطار تدوم أياما، أي بين كل سحابتين ديمة، وهو المطر اللين يدوم اليوم واليومين.
(¬4) فى السكرى "لحمها" بدل "عظمها" وفسر البيت فقال: مساربها جوانب بطنها. يقول: قد أخذ الشحم فيها. وشنون: بين السمين والمهزول. والسحوف التى يقشر عن منها الشحم. يقول: ابتدأ فيها السمن وليست بالسحوف. وزهم: سمين. ويقال: مساربها مجارى الشحم فيها. وفى الأصل. "غير" بالباء؛ وهو تصحيف.