كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 3)

ولمّا رَأَوْا نَقْرَى (¬1) تَسيلُ إكَامُها ... بأَرْعَنَ جَرّارٍ وحامِلةٍ (¬2) غُلْبِ
نَقَرَى: موضعٌ بعَيْنه. وأنشَدَنا أبو سعيد "بالجِزْع مِن نَقَرَى نِجاءُ خَريف (¬3) ". وقوله: تَسيلُ إكامُها، هذا مَثَل، يقول: سالَ الوادى بهم، يريد الكثرة.
تَنادَوا فقالوا يالَ لِحْيانَ ماصِعوا ... عن المَجْد حتى تُثْخِنوا القومَ بالضَّرْبِ (¬4)
المُماصَعة: المُماشَقة بالسيف.
فضارَبَهمْ قومٌ كِرامٌ أعِزّةٌ ... بكلِّ خُفافِ (¬5) النَّصْل ذى رُبَدٍ عَضبِ
الخفاف: الخفيف. الربد: آثار سود. والعضب: القاطع من السيوف.
فما ذَرَّ قَرْنُ الشّمسِ حتّى كأنّهمْ ... بذاتِ اللَّظَى خُشْبُ تُجَرُّ إلى خُشْبِ
ذَرَّ: طَلَع. وقَرْن كلّ شيء: أوْله وما يبدو منه. وذاتُ اللَّظَى: مكان. خُشْب، يقول: قَتْلاهم خُشُبٌ مُصرَّعة، وأَشَدَنا:
كأنّ قَتلاهمْ بحيث تَرتَمِى ... كخُشُبِ المَدينةِ المُحْرَنْجِم (¬6)
¬__________
(¬1) نقرى (بالتحريك): موضع، وإنما سكن القاف للشعر.
(¬2) فى السكرى: "وحامية" مكان "وحاملة" وشرح قوله "حامية" فقال: هم قوم يحمون. والغلب: الغلاظ الأعناق.
(¬3) هذا عجز بيت لعمير بن الجعد الخزاعى قاله فى يوم حشاش، وصدره: "لما رأيتهم كأن نبالهم": وفسر ياقوت هذا البيت فقال: أي كأن نبالهم مطر الخريف، وأورد بعد ذلك أبياتا تكملة لهذا البيت انظرها فى الجزء الرابع صفحة 804، 805 طبع أوربا.
(¬4) شرح السكرى هذا البيت فقال: تنادوا وتواصوا فقالوا. ماصعوا: ضاربوا. تثخنوا: تثقلوا.
(¬5) الخفاف (بضم الخاء) والخفيف بمعنى واحد: وربد (بضم الراء وفتح الباء): لمع؛ وعن أبى عمرو أنه يريد بالربد: قرند السيف، وهو جوهره. وأورد السكرى بعد هذا البيت بيتا آخر لم يرد فى الأصل، وهذا نصه:
أقاموا لهم خيلا تزاور بالقنا ... وخيلا جنوحا أو تعارض بالركب
(¬6) المحرنجم: المجمع بعضه إلى بعض.

الصفحة 16