كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 3)

صَفًّا جَوَانَح بين التَّوْءَماتِ كما ... صَفَّ الوُقُوع حمَامَ المَشْرَب الحانِى
يقول: صَفَفْن وقوعَهنّ، جعلنَه مستويًا كما يستوى صفّ الحمام، وكلّ جانحٍ مُصْغٍ، وأنشَد:
تُصغى إذا شَدَّها بالرَّحْلِ جانِحةً ... حتى إذا ما استَوَى في غَرْزِها تَثبُ (¬1)
والحانِي: الذي قد حنِي ليشَرَب.
وَيحَك (¬2) يا عَمرو لِم تَدْعو لتقتلَنى ... وقد أجبتَ إذَا يدعوكَ أقْرانى
القومُ أعَلمُ هل أرمِي وراءَهم ... إذ لا يقاتِل منهم غيرُ خِصّان (¬3)
إذ عارتِ النَّبْل والتَفَّ اللُّفوفُ وإذ ... سَلُّوا السيوفَ عُراةً بعد إشْحانِ (¬4)
¬__________
(¬1) الغرز: ركاب الرحل، ويكون من جلود مخروزة، فإذا كان من حديد أو خشب فهو ركاب. والبيت لذى الرمة، وروايته "بالكور" بدل "بالرحل" وشرحه فقال: تصغى أي تميل كأنها تسمع إلى حركة من يريد أن يشدّ عليها الرحل. وقوله: "جانحة" أي مائلة لاصقة. والغرز سير الركاب توضع فيه الرجل عند الركوب، والوثوب: القيام بسرعة، وصفها بالفطانة وسرعة الحركة. انظر صفحة 9 من ديوان ذى الرمة طبع أوربا المحفوظة منه نسخة بدار الكتب المصرية تحت رقم 3269 أدب.
(¬2) في البقية "ياويك عمار" مكان "ويحك يا عمرو".
(¬3) الخصان بكسر الخاء. وضمها: كالخاصة، ومنه قولهم: إنما يفعل ذلك خصان الناس، أي خواص منهم. "اللسان".
(¬4) كذا في البقية واللسان. والذي في الأصل "أشجان" بالجيم، ولا معنى له، وهذا البيت أورده ابن برى في أماليه متمما لما أورده الجوهرى، ونسبه لأبى قلابة الهذلى، ورواه هكذا:
إذ عارت النبل والتف اللفوف وإذ ... سلوا السيوف وقد همت باشحان
اهـ ملخصا من اللسان.

الصفحة 38