كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 3)

عارَتِ النَّبْل: أَخذتْ كذا وكذا على غير القَصْد (¬1). واللُّفوف: الجماعات والواحد لِفٌّ. والإشحان (¬2): التهيّؤ للبكاء، وجعَلَه ها هنا للقتال. عُراة: قد تجَرّدوا للحرب، وأنْشَدَنا:
تَجرَّدَ فى السِّربال أبيضُ حازمٌ ... مُبينٌ لعَينِ الناظرِ المتوسِّمِ
إذ لا يقارِع أطرافَ الظُّبات إذا اسـ ... ـتَوْقَدْن إلاَّ كُماةً غْيَر أَجْبانِ
قوله: أطرافَ الظُّبات، أي حدّ السيوف. والكُماة: الأبطال، والواحد كمِىّ.
إنّ الرّشادَ وإنّ الغَىَّ في قَرَنٍ ... بكلّ ذلك يأتيكَ الجَديدانِ
الجديدان والأجَدّان والعَصْران والقَرْنان والمَلَوان: الليل والنهار.
لا تأمنَنّ وإن (¬3) أصبحتَ فى حَرَمٍ ... إنّ المَنايا بَجْنبَىْ كلِّ إنسانِ
يقول: لا تأمَننّ أن تأتيَك منيّتُك وإن كنتَ بالحرم حيث تأمن الطير.
ولا تقولَنْ لشئٍ سَوْفَ أفعَلُه ... حتى تَبَيّنَ ما يَمنِي لك المانِى
قوله: يمني لك المانى، أىُ يُقَدِّرُ لك المقدِّر.
¬__________
(¬1) هذا من قولهم: "سهم عائر" أي لا يدرى من رماه، ومنه قول الشاعر:
إذا انتسأوا فوت الرماح أتتهم ... عوائر نبل كالجراد نطيرها
أي جماعة من السهام المتفرّقة لا يدرى من أين أتت.
(¬2) فى الأصل "والأشجان" بالجيم، وهو تصحيف؛ والصواب ما أثبتنا.
(¬3) في البقية: "لا تأمنن ولو" مكان، "لا تأمنن وإن" وأورد فيه بعد هذا البيت بيتا آخر لم يرد في الأصل، وهو:
ولا تهابن إن يممت مهلكة ... إن المزحزح عنه يومه دانى

الصفحة 39