كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 3)

فمن يبقَ منكم يبقَ أهلَ مَضِنّةٍ ... أَشافَ على غُنْمٍ (¬1) وجُنِّب مقْذَعا
أشاف: أَشرَف. والمقْذَع: القول القَبيح. مَضِنّة مَضْنُونٌ بها.
فما لمتُ نفسى في دواءِ خُوَيلِدٍ ... ولكن أخُو العَلْداةِ (¬2) ضاعَ وَضُيِّعَا
يقول: لم ألُمْ نفسى على نَهي إيّاه، ولكنّ القَدَر غَلبَنى عليه، وكان أَتَى به مكّةَ فداواه وعالجَه بها.

وقال أيضاً (¬3)
لِظَمْياء دارٌ كالكِتابِ بغَرْزةٍ (¬4) ... قِفارٌ وبالمنْحاةِ منها مَساكِنُ
قال أبو سعيد: لا أدرى أهو بالمَنْحاة أو بالمَنْجاة، وهو موضع. ومَساكنُ: منازل.
وما ذِكره إحدَى الزُّليفاتِ دارُها الـ ... ـمَحاضِرُ (¬5) إلاَّ أنّ من حان (¬6) حائنُ
الزُّليفات، يريد بني زُلَيفة، وهو فَخِذٌ من هُذَيل.
¬__________
(¬1) في السكرى: "أشاف على مجد" وروى فيه أيضاً "مقدعا" بالدال. والمقدع: من القدع، وهو الرد. يقول: وجنب ما يقدع من الأشياء، أي يردّ، وأشاف وأشفى وأشرف وأوفى على كذا وكذا بمعنى واحد.
(¬2) العلداة: جبل مات به خويلد هذا، أو هو بلد (السكرى).
(¬3) لم ترد هذه القصيدة في شرح السكرى ولا في البقية.
(¬4) في معجم ياقوت أن هذا البيت لمالك بن خالد الهذلى، ورواه "لميثاء" مكان "لظمياء" وقال: غرزة والمنجاة: موضعان في بلاد هذيل.
(¬5) المحاضر: جمع محضر، والمحضر: المرجع إلى المياه. والحاضرون: الذين يرجعون إلى المحاضر فى القيظ وينزلون على الماء العدّ ولا يفارقونه إلى أن يقع ربيع بالأرض يملأ الغدران فينتجعونه.
(¬6) يقال: حان الرجل إذا هلك؛ وحان الشيء إذا قرب.

الصفحة 43