كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 3)

الصَّريمة: رُمَيْلة فيها شجر، وجماعتُها الصَّرائم. قال: والهَجْس، يقول: يَسْتَمع وأنشَدَنا عيسى بنُ عمر:
يصيِّدُ أُحدانَ الرِّجالِ وإن يَجِد ... ثُناءَهُمُ يَفرَحْ بهم ثم يَزْدَدِ
صَعبُ البَديهةِ مَشْبوبٌ أظافِرُه ... مُواثبٌ أهرَتُ الشَّدْقَين هِرْماسُ
مَشبوب أظافره، أي قُوِّيتْ كما تُشَبّ النار وتُذكَى به. والبديهة، يقول: هو ذو مُبادَهة أي معاجَلة. صعبُ البَديهة، أي مبادَهَتُه شديدة. هرْماس أي شديد. "ويروى: نبِرْاس، أي حديدٌ شَهْم القلب (¬1) " ويقال: ذو جُرأة. ويُروَى: جَسّاس (¬2).
وقال يمدح زُهَيرَ بنَ الأَغَرّ -وكان أخذَ خُبَيْبَ بنَ عَدِىّ بنِ أَساف:
فَتًى ما ابنُ الأَغَرِّ إذا شَتَوْنا ... وحُبَّ الزادُ فى شَهْرَىْ قُماحِ (¬3)
قال أبو سعيد: "ما" زائدة (¬4)، وبعضُهم يُنشِد "ما ابنَ الأغرِّ" يَنْصِبه على النداء، كأنّه قال: يا فَتًى ابنَ الأغر. وقوله، شَهْرَى قُماح، هو من مُقامَحة الإبل فى الشتاء، إذَا تَشْرَب الإبلُ الماءَ فى الشتاء فقد قامَحَتْ، تَرَفَعُ رُءوسَها. وقال ابن إسحاق: أنشَدَ الأصمعىّ "وهنّ مِثلُ القاصِباتِ (¬5) القُمَّحِ".
¬__________
(¬1) كذا وردت هذه العبارة التى بين هاتين العلامتين فى الأصل وشرح السكرى. ولم نجد النبراس بمعنى الحديد الشهم القلب فيها لدينا من المظان. والذى وجدناه أن النبراس هو السنان العريض، والمصباح. ويلوح لنا أن قول الشارح: "حديد شهم القلب" رجوع لتفسير قوله قبل "هرماس".
(¬2) جساس يجس الأرض أي يطويها. هذا قول أبى سعيد السكّرىّ كما فى شرح القاموس مادة "جسس".
(¬3) شهرا قماح: شهران فى قلب الشتاء: كانون الأوّل وكانون الآخر، هكذا يسميهما أهل العجم.
(¬4) الذى فى كتاب (الإنصاف فى مسائل الخلاف ص 35 طبع ليدن) فى كلامه على هذا البيت: "تقديره ابن الأغر فتى ما اذا شتونا".
(¬5) القاصبات: الرافعات رءوسها ممتنعة عن الماء. وقيل: إنما الرافعة رءوسها ممتنعة عن الشرب قبل أن تروى.

الصفحة 5