كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 3)

بما قد أراهم بين مَرٍّ (¬1) وسَايَةٍ ... بكلِّ مَسيلٍ منهمُ أَنَسٌ عُبْرُ
أَنَس: جماعات من الناس. عُبْر: كثير. قال: ومَرّ وسايةَ: موضعان.
بشِقّ العهادِ الحُوِّ لم تُرْعَ قَبْلَنا ... لنا الصارِخُ الحُثْحوثُ والنَّعَمُ الكُدْرُ (¬2)
الحُثْحوث والحُثْحُث: السريع المتحرِّك (¬3). كُدْر: غُبْر الألوان.
لنا الغَوْر الأَعْراض في كلِّ صَيْفةٍ ... فذلك عَصْر قد خَلاها وذا عَصْرُ
الغَوْر: التِّهَمَة، والأعْراض: النواحى، واحدها عُرْض. وذا عَصْر أي هذا عَصْر.

وقال أيضا يرثِي أخاه
وما إن أبو زَيْد برَثٍّ سِلاحُه ... جَبانٍ وما إنْ جِسمُه (¬4) بدَمِيم
أي قبيح.
وكنتُ إذا الأيّام أحدَثْن هالِكاً ... أقول شَوًى ما لم يُصِبْنَ صَميمِى
أَحدَثْن هالكا، أي هَلَاكَ هالِكٍ. شَوًى، أي هَيِّن (¬5). صميمى، أي تَقَع بى. والصَّميم: الخالص.
¬__________
(¬1) رواية البقية: "بين مرّ" بفتح الراء، مشددة.
(¬2) في البقية:
نشق التلاع الحولم ترع قبلنا ... لنا الصارخ الحثحوث والنعم الدثر
(¬3) الحثحوث: الداعى بسرعة. (اللسان).
(¬4) في البقية: "وجهه".
(¬5) في اللسان: "تالله ما حبى عليا بشوى" أي ليس حبى إياه خطأ. وقال أبو منصور: هذا من إشواء الرامى، وذلك إذا رمى فأصاب الأطراف ولم يصب المقتل، فيوضع الإشواء. موضع الخطأ والشيء الهين، واستشهد ببيت البريق هذا. ثم قال: كل شيء شوى أي هين ما سلم لك دينك.

الصفحة 60