وقال معقِل بن خويلِد لعبد الله بنِ عتيبة ذى المِجَنين (¬1)، وهو أحَدُ بني مرمض:
أبا مَعقِلٍ إنْ كنتَ أُشِّحْتَ (¬2) حُلّةً ... أبا مَعقِلٍ فانظر بنَبْلك مَنْ تَرمِى
أُشِّحت ووُشِّحْت سواء. والحُلّة: ثوبان من جنسٍ واحد.
أبا مَعْقلٍ لا تُوطِئَنْكَ بَغاضَتِى ... رُءوسَ الأَفاعِى في مَراصِدِها العُرْمِ (¬3)
إذا ما ظَعَنّا فاخلُفوا في دِيارِنا ... بقيّةَ ما أَبقَى التعجُّفُ مِن رُهْمٍ (¬4)
¬__________
(¬1) في الأصل: "ذى الجنبين"، وهو تحريف صوابه ما أثبتنا كما في تاج العروس، فقد ذكر فيه ما نصه: ذو المجنين بكسر الميم لقب عتيبة الهذلى، سمى بذلك لأنه كان يحمل ترسين في الحرب.
(¬2) أشحت ووشحت واحد، يريد إن كنت لبست الحلة، وهي ثوبان جديدان فلا تعظم وتكبّر، يهزأ به، أي تبصر من ترمى إن كنت سيدا (السكرى ملخصا).
(¬3) في السكرى: "أبا معقل لا توطئنكم بغاضى" وقال في شرحه: بغاضّى بغضى. ومراصدها: طرقها وحيث تكون. والعرم: الرقط. ويروى "لا توطئنك" أي لا يحملنك بغضى على أن تركب الأمر الذي يهلكك كما تهلك الأفاعى من وطىّ رءوسها. (اهـ ملخصا).
(¬4) في رواية "بقية من أبقى التعجف من رهم". وقد شرح السكرى هذا البيت فقال: إننا إذا ظعنا فانزلوا بعدنا، يعنى أنهم ضعفاء لا يقدرون أن يحلوا أنف المنزل. والتعجف: زمن الهزال. يقول: لستم تقدرون على ديارنا إذا كنا بها، فإذا ظعنا فانزلوا بها، يهزأ بهم فيقول: يا بقية من أبقى الهزال من رهم. ورهم: حىّ (اهـ ملخصا). وقد ورد في الأصل أمام هذا البيت ما نصه: "تم الجزء السابع، الجزء الثامن من أشعار الهذليين، وهو من غير رواية أبى سعيد عن الأصمعي". وأورد السكرى بعد هذا البيت بيتا آخر لم يرد في الأصل، ونصه:
عصيم وعبد الله والمرء جابر ... وحدى حداد شرّ أجنحة الرخم
وشرحه فقال: "يقال حدى حداد" إذا رأى ظلما، أي حدّه عنا، اصرفه عنا وردّه، وقال الأصمعى: حدى حداد أي انطقى شيئا، يهزأ منها (اهـ ملخصا).