كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 3)

رِجالٌ ونِسْوانٌ بأكناِفِ رايَةٍ ... إلى حُثُنٍ ثَمَّ (¬1) العُيونُ الدَّوامِعُ
يَعنِي بَناتَه وأهلَه. وراية: موضع. وأكنافُها: ما حَوْلَها. وحُثُن: موضع.
سَقَى اللهُ ذات الغَمْر وَبْلاً ودِيمةً ... وجادتْ عليها البارِقاتُ (¬2) اللَّوامِعُ
بما هِى مقْناةٌ أنِيقٌ نَباتُها ... مِرَبٌّ فتَرْعاها (¬3) المخَاضُ النَّوازِعُ
قوله بما هي مقناة أنيقٌ، أي سقاها اللهُ نَدًى، يريد ذاتَ الغَمْر. ومقْناة ملزمة، ومنه: اقْنَيْ حيَاءَكِ، أي الزَمِيه. وأَنِيق: مُعجِب. والنَّوازِع: تَنْزع إلى أَوْطانها. والمخَاض: إِبِلٌ حَوامِل. مِرَبّ، أي مُجتمعٌ للنّاس. ومِرَبُّ الإبِل: الموضعُ الّذى ارتبَّتْ به أي أقامتْ.
وإن سالَ ذو ماوَيْنِ (¬4) أَمْسَتْ قِلاتهُ ... لها حَدَبٌ تَسْتَنُّ فيه الضَّفادِعُ
¬__________
(¬1) في رواية "تلك" أي هناك في هذا الموضع من يبكى عليّ وتدمع عينة. وأورد السكرى بعد هذا البيت. بيتا آخر لم يرد في الأصل، وهذا نصه:
ستنصرنى أفناء عمرو وكاهل ... إذا ما غزا منهم مطىّ وعاوع
المطىّ: الرّجالة، واحدهم مطو. ووعاوع: جريئون على السير لا يبالون أليلا ساروا أم نهارا واحدهم وعوع.
(¬2) بارقات: سحائب فيها برق. ولوامع: تلمع بالبرق.
(¬3) في رواية "فتهواها" وأراد بقوله "مقناة" أنها موافقة لكل من نزلها. ولغة هذيل "مفناة". بالفاء. والمخاض: الإبل الحوامل لستة أشهر، قد تمخض حملها في بطونها، ومرب الإبل: الموضع الذي أربت به أي لزمته (السكرى).
(¬4) في رواية "ذو الماوين" وفي رواية: "لها حبب" ويشرح السكرى هذا البيت فيقول: القلات: جمع قلت، وهى مناقع ماء تكون عظيمة أو وقع فيها البختىّ لغرقته. والحبب: بكسر الحاء: طرائق الماء. قال السكرى: "ويروى لها حدب" كما في الأصل. والحدب: منون وقلات في الأرض. وذو الماوين: مكان.

الصفحة 79