أي فلستُ بمُقصِر عن الغَزْو. ما سافَ، أي ما دام مالى يموت، يقال: رجلٌ مُسيف إذا ماتت إبلهُ وذهب مالهُ. والسُّواف: الموت.
ومن تَقْلِل حَلُوبَتُه ويَنْكُلْ ... عن الأعداءِ يَغْبُقه القَراحُ (¬1)
يكون غَبوقُه ماءً خالصا.
فلُوموا ما بدَا (¬2) لكُم فإِنّى ... سأعْتِبكْم إذا انفَسَح المُراحُ
يقول لقومِ عاداهم يَهزَأ بهم: إنِّى سأكُفّ عن الغَزْوِ إذا اتسَع المُراح، أي مُراحِي فصِرْتُ صاحبَ إبلٍ كثيرةٍ، ومُراحُه: حيث تَروح إبلُه.
رأيتُ مَعاشِرًا يُثنَى عليهمْ ... إذا شَبِعوا وأوجهُهُمْ قِباحُ (¬3)
يَظَلُّ المُصْرِمون لهم سُجودًا ... ولو (¬4) لم يُسْقَ عندهمُ ضَياحُ
المُصرِمون: الفقراء، أي يعظِّمونهم وإن لم ينالوا منهم شربةَ لَبَن. والضَّياح والضَّيْح: اللبن المخلوط بالماء.
¬__________
(¬1) شرح السكرى هذا البيت فقال: حلوبته: ما يحلب. وينكل: يجبن. يقول: من لا يعز لا يكون له لبن، ويكون غبوقه الماء القراح.
(¬2) في رواية "فلوموا ما قصدت لكم فإنى" الخ البيت.
(¬3) أي يثنى عليهم إذا كانوا ذوى مال وإن قبحت وجوههم؛ لأن المال يزينهم ويستر عن الناس عيوبهم (اهـ ملخصا من السكرى).
(¬4) في السكرى "وإن لم يسق" وقال بعد أن أنشد هذا البيت: هذا آخرها في رواية الجمحىّ وأبي عبد الله.