كتاب ديوان الهذليين (اسم الجزء: 3)

مكبَّلة قد خَرَّقَ السَّيْفُ حِقْوَها ... وأخرى عليهاِ حِقْوُها (¬1) لَم يُخَرَّقِ
قال أبو سعيد: الحَقْوُ هاهنا الزَّوج فيما نَرَى، والحَقْو فى موضع آخر: الإزار.

وقال أيضا
لإلْدِكَ (¬2) أَصحابِى فلا تَزْدَهِيهمُ ... بِسايَةَ إذ مدّتْ (¬3) عليكَ الَحلائبُ
كذا أنشَدَنى "لإلدكِ"، قال لى: هم الصِّغار، ويُروَى "لِوُلْدك". تزدهيهم، يقول: لا تَحقِروا أصحابى فإنّهم إذا جاء الناسُ وكَثُروا دَفَعوا عنّى، "وهى حَلْبَة وحَلائب" (¬4).
طَرحْتُ بذى الجَنْبَيْن صُفْنى (¬5) وقِرْبتَى ... وقد أَلَّبوا خَلْفى وقَلَّ المَساربُ (¬6)
الصُّفن: واحد، وجماعُته أَصْفان وصُفُون، والصُّفْن: شئٌ يشبِه الزِّنْفِيلَجَة (¬7)
يُشْتار فيه العسل، قال أبو سعِيد: وإنّما طَرَحَ صُفْنَه وقِربَتَه لِيَخِفَّ إذا هَرَب. وَقلَّ المَسارب، أي قَلَّ مكانُ أَسُربُ فيه.
¬__________
(¬1) وبكسر الحاء أيضا، وجمعه "حقىّ" بكسر الحاء وضمها مع تشديد الياء.
(¬2) في رواية. "أولئك أصحابى" وفى رواية "بودّك أصحابى". وساية: واد. وتزدهيهم: تستخفهم.
(¬3) فى رواية "دمّت علينا" (معجم ياقوت).
(¬4) الحلائب: الجماعات (السكرى). وفى اللسان: الحلبة الدفعة من الخيل فى الرهان خاصة، والجمع حلائب على غير قياس، ومنه "لبث قليلا يلحق الحلائب"، أي الجماعات.
(¬5) في السكرى: "سعنى". مكان "صفنى" والسعن: قدح صغير يحلب فيه. وقال فى لسان العرب: السعن، القدح العظيم: واستشهد بهذا البيت.
(¬6) رواية شرح القاموس (مادة سعن) "المذاهب" بدل "المسارب".
(¬7) الزنفيلجة: معرّب، وأصله بالفارسية زين بيلة (اللسان).

الصفحة 9