كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)

فالجدال: للأعداء، يجادلون؛ لأنهم لا يعرفون ربهم، فيظنون أنهم إذا جادلوه، نجوا، وقامت حجتهم.
والمعاذير: لله، يعتذر الكريم إلى آدم وإلى أنبيائه، ويقيم حجته عندهم على الأعداء، ثم يبعث بهم إلى النار، فإنه يجب أن يكون عذره عند أحبابه وأوليائه ظاهراً كيلا تأخذهم الحيرة، ولذلك قيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا أحد أحب إليه المدح من الله، ولا أحد أحب إليه العذر من الله)).
والعرضة الثالثة: للمؤمنين، وهو العرض الأكبر، يخلو بهم، فيعاتبهم في تلك الخلوات؛ من يريد أن يعاتبه، حتى يذوق وبال الحياء منه، يرفض عرقاً بين يديه، ويفيض العرق منهم على أقدامهم من شدة الحياء، ثم يغفر لهم، ويرضى عنهم.
ومنهم من انتبه في الحياة الدنيا، فكاد يموت حياء، ومرة فرقاً،

الصفحة 14