كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)
وأحسنهم له استعداداً)).
لأنه كلما ذكر الموت، علم أنه قطاع حائل هيجه للأسمار، والهرب من كل مصيبة، وأما الاستعداد؛ بأن يكون قد جانب التخليط مجانبة لا يحتاج إلى استمهال إذا فاجأه أمر الله، وجاءته دعوته، فيقول: أمهلني حتى أتوب، وأصلح أمر كذا.
وأما حسن الاستعداد: فبأن يكون قد استعد للقائه، والعرض عليه، وقد علم أن الموت يؤديه إليه فتطاب روحه وقلبه ونفسه، فأما روحه، فبالطاعة، وأما قلبه، فبالله، وأما نفسه، فبتجنب الشهوات، والمنى، ورفض التدبير لنفسه، وتفويض ذلك كله إلى خالقه، وهذا صفة أهل اليقين، الذين ذكرهم الله في تنزيله فقال: {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلامٌ عليكم}.
فتسلم عليهم الملائكة من الله، وتبشرهم بدخول الجنة ساعة تفيض أرواحهم؛ أي: لا أحبس عليكم في موطن من المواطن إنما هو أن تفيض روحك فتدخل الجنة؛ أي: إنك من الذين لا حساب عليك (في الموقف؛ لأن رسلي قد جاءتك في قبضك إلي من الدنيا، فوجدتك طيباً، فجزاؤك عندي الجنة، لا حساب عليك) عند الميزان، ولا عذاب