كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)
ولا يزال دينه ظاهراً على الأديان، غالباً لأهلها، النصر معه حيثما كان، فشرع لنا في هذا الدين الصلوات الخمس في جماعة بارزاً ظاهراً بوضوئها ومواقيتها، والغسل من الجنابة، ومن قبل ذلك دعاة إليها على الشرف والآكام والمنارات يشهدون بشهادة الحق، ويدعون إلى دين الحق لإقامة هذه الصلوات المكتوبات، ويخرجون صدقات أموالهم إلى أئمتهم؛ ليوزعوها في فقرائهم، ويصومون شهراً من السنة، ويخرجون إلى أعيادهم معتذرين طالبين لمعروفه، ويحجون بيت ربهم ظاهرين بالتلبية، ظاهرين بالطواف، ظاهرين بالوقوف في المشاهد، فهذا الذي عليه السواد الأعظم لا يختلفون فيه، فمن شذ عن شيء منه، فجحده، فقد خرج من الشريعة، وخاب من الإسلام، فقد جمع الله هذه الأمة على هذه الشريعة، وهم متمسكون بها، محرمون لما حرمه التنزيل، محلون لما أحله؛ مثل: الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما أهل به لغير الله، والمنخنقة، والموقوذة، والمتردية، والنطيحة.
فهذا ظاهر الدين الذي لم يجز لأحد أن يختلف فيه، ثم فيه حوادث للعلماء فيها مقالٌ مما يفسد، ولا يفسد، كل يتكلم بمبلغ علمه، وجهد رأيه، فمن شذ عن السواد الأعظم في هذه الأشياء التي لم تختلف فيها الأمة، فقد زاغ عن سبيل الهدى، وشذ إلى النار.