كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)
ثم قال: {لم يطمثهن أنسٌ قبلهم ولا جانٌ}.
أي: لم يقربهن ولم يأتهن واحد من الصنفين.
ثم وصف أجسادهن، فقال: {كأنهن الياقوت والمرجان}.
أي: في صفاء الياقوت، وبياض المرجان، وهو الكبار من اللؤلؤ.
ثم قال: {ومن دونهما جنتان}.
أي: دونهن إلى العرش؛ أي: أقرب وأدنى إلى العرش، فوصفهما، فقال: {مدهامتان}.
أي: خضراوان تضربان إلى السواد، والدهمة من ذي الخضرة.
ثم وصف العينين، فقال: {عينان نضاختان}.
النضخ أكثر من الجري؛ أي: ترميان بألوان الفاكهة والنعيم، والجوار المزينات، والدواب المسرجات، والثياب الملونات.
ثم وصف الثمار، فقال: {فيهما فاكهةٌ}.
وإنما سميت فاكهة؛ لأنها تعجب الناظرين، ويتفكه بها، فهذا أكثر؛ لأن الأوليين لم يصفهما إلا بقرب الجنى فقط، وهاهنا ذكر الفاكهة والنخل والرمان.
ثم ذكر الأزواج، فقال: {فيهن خيراتٌ حسانٌ}.
فالخيرة: ما اختارهن الله، فأبدع خلقهن باختياره، فاختيار الله لا يشبه اختيار الآدميين.