كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)

ثم قال: {حسانٌ} وصفهن بالحسن، فإذا وصف خالق الحسن شيئاً بالحسن، فانظر ما هناك، وفي الأوليين ذكرهن بأنهم قاصرات الطرف، وكأنهن الياقوت والمرجان، فانظر كم بين الخيرة، وهي مختارة الله، وبين قاصرات الطرف.
ثم قال: {حورٌ مقصوراتٌ في الخيام}.
فوصفهن بأنهن قاصرات أجسادهن، وأشخاصهن عن الأبصار.
فبلغنا في الرواية: أن سحابة مطرت من العرش، فخلقهن من قطرات الرحمة، ثم ضرب على كل واحدة منهن خيمة على شاطئ الأنهار سعتها أربعون ميلاً، ليس لها باب، إذا حل ولي الله بالخيمة، انصدعت الخيمة عن باب؛ ليعلم ولي الله أن أبصار المخلوقين من الملائكة والخدم لم يأخذها، فهي مقصورة، قد قصرت عن أبصار الخلق، وفي الأوليين هن قاصرات، قصر طرفهن عن الأزواج، ولم يذكر أنهن مقصورات، ثم ذكر اتكاءهن، وقال: {متكئين على رفرفٍ خضرٍ وعبقريٍ حسانٍ}.
فالرفرف: أعظم خطراً من الفرش، فذكر في الأوليين {متكئين على

الصفحة 35