كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)
فرشٍ بطائنها من إستبرقٍ}، وهاهنا: متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان، فالرفرف هو مستقر الولي على شيء إذا استوى عليه الولي رفرف به؛ أي: طار به هكذا وهكذا حيثما يريد كالمرجاح، وأصله من رفرف بين يدي الله تعالى.
وروي لنا في حديث المعراج: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغ سدرة المنتهى، جاءه الرفرف، فتناوله من جبريل، فطار به إلى سند العرش، فذكر أنه طار بي، يخفضني ويرفعني، حتى وقف بي على ربي، ثم لما حان الانصراف، تناوله، فطار به خفضاً ورفعاً يهوي به، حتى أداه إلى جبريل -صلى الله عليهما-، وجبريل يبكي، ويرفع صوته بالتمجيد)).
فالرفرف: خادم من الخدم بين يدي الله، له خواص الأمور في محل الدنو والقربة، كما أن البراق دابة يركبها الأنبياء مخصوصة بذلك في أرضه، فهذا الرفرف الذي سخره لأهل الجنتين الدانيين هو متكؤهما وفرشهما، يرفرف بالولي على حافات تلك الأنهار وشطوطها حيث شاء إلى خيام أزواجه الخيرات الحسان.
ثم قال: {وعبقريٍ حسانٍ}.
فالعبقري: ثياب منقوشة تبسط، فإذا قال خالق النقوش: إنها