كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)

حسان، فما ظنك بتلك العباقرة؟
والعبقر: قرية بناحية اليمن فيما بلغنا تنسج بها بسط منقوشة، فذكر الله ما خلق في تلك الجنتين من البسط المنقوشة الحسان والرفرف الخضر، وإنما ذكر لهم من الجنان ما يعرفون أسماءها هاهنا، فبان تفاوت هاتين الجنتين.
وقد روي عن بعض المفسرين، فإذا هو يشير إلى هاتين الجنتين:
{من دونهما}؛ أي: أسفل منهما وأدون، فكيف تكون مع هذه الصفة أدون؟ فحسبته لم يفهم القصة، ثم قال: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام} كأنه يريد: الاسم الذي افتتح به السورة، فقال: {الرحمن}، فافتتح بهذا الاسم، فوصف خلق الإنسان والجن والشياطين، وخلق السماوات والأرض وصنعه، وأنه كل يوم هو في شأن، ووصف تدبيره فيهم، ثم وصف يوم القيامة وأهوالها وصفة النار، ثم ختمها بصفة الجنة، قال في آخر الصفة: {تبارك اسم ربك}؛ أي: هذا الاسم الذي افتتح به السورة كأنه يعلمهم أن هذا كله خرج لكم من رحمتي، فمن رحمتي خلقتكم، وخلقت لكم السماء والأرض والخلق والخليقة والجنة والنار، فهذا كله لكم من اسم الرحمن، فمدح اسمه.
ثم قال: {ذي الجلال والإكرام} جليل في ذاته، كريم في فعاله.
وأما قوله: ((وما بين القوم، وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء

الصفحة 37