كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)

مسكٌ}.
ثم قال: {ومزاجه من تسنيمٍ}، فأخبر أن للأبرار منها مزاجاً يمزج أشربتهم من التسنيم، ثم أخبر عن التسنيم لمن هي لهم مشرب، فقال: {عيناً يشرب بها المقربون}.
فأخبر أن هذه العين التي اسمها التسنيم هي للمقربين خاصة شرباً، كما أخبر هناك أن الكافور عيناً للأبرار شرباً.
وإنما سمي تسنيماً، لأنه أشرف شراب في الجنة وأعلى، مأخوذ من السنام، فقد تسنم العيون والمياه، وأشرف عليهم، تجري من أعلى العرش.
تحقق ذلك مما رواه أبو مقاتل، عن صالح بن سعيد، عن أبي سهل، عن الحسن -رحمة الله عليه-، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربع عيونٍ في الجنة: عينان تجريان تحت العرش، إحداهما التي ذكر الله: {يفجرونها تفجيراً}، والأخرى: زنجبيلٌ، وعينان نضاختان من فوق العرش، إحداهما التي ذكر الله عز وجل: {سلسبيلاً}، والأخرى: التسنيم للمقربين.

الصفحة 42