كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)
مولاه في دار الدنيا، فإذا نظر إلى هذا العبد، فإنما يقضي منيته من ربه، ولا يشقيه ذلك، وهو يدأب على قدميه، فكل لحظة يلحظ إلى هذا العبد يريد به التشفي من حرقات الشوق إلى الله، وقد حبسه الله بباقي أنفاسه، فيستوجب تلك النظرة التي من أجل الله كانت، ولم يصل إلى منيته المغفرة من الله.
ولله في أرضه أربعة من آثاره به يقطع المشتاقون أعمارهم:
القرآن: وهو كلامه، والسلطان: وهو ظله، والكعبة: وهو بيته، ومعلمه، ومطهره، والولي: وهو خليفته في أرضه.
فعلى كلامه بهاء، وطلاوة، ولبق، وعلى ظله هيبة، وعلى بيته، ومعلمه وقارة، وعلى خليفته نور جلاله، فبهؤلاء الأربع تقوم الأرض، فإذا دنا قيام الساعة، رفع القرآن، وهدمت الكعبة، وذهب السلطان، وقبض الأولياء عن آخرهم، فلم يبق في الأرض ذو حرمة.
فالمنتبهون إنما مأخذهم من القرآن لطائفه، وطلاوته، ولبقه،