كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)
من فضله، {والله واسعٌ} فضله للكل، ولكنه {عليمٌ} بمن يستحق، ومن هو أهله، فـ {يختص برحمته} للفضل {من يشاء}.
وإذا فتح الله قلب عبد، وأشرق النور في صدره، وانتبه عن غفلته، فمحال أن لا يجيش صدره بحب مولاه، حتى ينسى في حبه كل مذكور، ويلهو عن كل شيء سواه، كما قال الحسن -رحمة الله عليه- فيما روي عنه: حقٌّ على من قد عرفه أن ينكر كل شيء سواه.
معناه: كأنهم يصيرون عند ذكره بالحالة التي لا يعرفون أحداً سواه.
وهذا كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: ((لا يبلغ أحدكم ذروة الإيمان حتى يكون الناس عنده مثال الأباعر في جنب الله، ثم يرجع إلى نفسه، فيكون لها أحقر حاقرٍ)).
ومما يحقق قول الحسن -رحمة الله عليه-، ويكشف عن معناه: