كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)

رجعنا إلى ما كنا فيه، فالمرحوم المؤيد بالنور، إذا قذف في قلبه النور، استنار، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علامته في الظاهر من فعله، فقال: ((التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله))، ثم قرأ: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نورٍ من ربه}.
فأهل النور إذا كان أحدهم في مزيد من الله، فكلما زاد نوراً، زاد عن أحوال نفسه وشهواتها تلهياً، وبه شغوفاً.
وأهل المحبة قوم سبقت لهم من الله سعادة زائدة فاضلة على من دونهم من عمال الله، اجتباهم بمشيئته، وهداهم بإنابتهم، فهما صنفان:
1 - صنف مجتبون بالمشيئة.
2 - وصنف مهذبون بالإنابة.
وقد ذكرهما الله في تنزيله، فقال: {كبر على المشركين ما تدعوهم إليه}؛ يعني: إلى قول: لا إله إلا الله، ثم قال: {الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب}.

الصفحة 441