كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)
التي يكرمهم الله بها مخافة التزين.
وهذا الذي أسكتهم إذ خافوا المباهاة والتزين في الأقوال، فلا يبقي هذا عن القلب إلا عظمة الله وجلاله إذا أشرق الصدر بنوره، فامتلأ من عظمته، ولزمته هيبته، وهاجت هوائج المحبة له، والشوق إليه، وظهر الوله والحنين، فحينئذٍ تموت هذه الأشياء منه، ويحيا قلبه به، ولا يخاف في الله لومة لائم، فإذا ترقى من هذه الدرجة إلى الدرجة العظمى، فانفرد بوحدانيته، [و] بهت في جلاله وجماله، واستولت على قلبه هيبته، افتقد ذكر هذا كله من نفسه، فيصير في قبضته، يستعمله في أموره معتزاً به، لا بذاته، به يقوم، وبه يقعد، وبه يتصرف في الأحوال.
والسائل الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة:
روى محمد بن المثنى في حديثه، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: جاء رجل من أهل البادية، فسأله عن الساعة، فذكر الحديث.
فكم من بدوي من رجال الله وخاصته لا يعرف، ولا يؤبه له.