كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)

وكل خلق ربي حسن. وقد قال في تنزيله: {أحسن كل شيء خلقه}.
وإنما ظهر حسن الأشياء عند أولي الألباب، فهم يرون حسنه، وإنما الحسن عند السفهاء ما يحلو في نفوسهم عند موافقة شهواتهم، وأولو البصائر والعقول ينظرون إلى صنعه في الأمور، وأحكامه ولطفه في الأشياء.
558 - حدثنا داود بن حمادٍ القيسي، قال: حدثنا إشكابٌ البغدادي، عن شريكٍ، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما في قوله: {أحسن كل شيءٍ خلقه}، قال: أما إن است القرد ليست بحسنةٍ، ولكنه أحكم خلقه)).
قول ابن عباس رضي الله عنهما: ((ليست بحسنة))؛ أي: عند السفهاء والعامة؛ لأنهم ينظرون بعين الشهوة، وهي سقيمة.
والحكماء ينظرون بعين الحكمة، وهي صحيحة، والعارفون المقربون ينظرون بعين المعرفة إلى صنعه، ولطفه، {فتبارك الله أحسن الخالقين}.
وقد ذكر الله في تنزيله وصف خلقه، فلا يعلم أنه قال: تبارك الله إلا

الصفحة 47