كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)
805 - فحدثنا صالح بن محمدٍ، عن سليمان، عن ابن حزمٍ، عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {فلهم أجرٌ غير ممنونٍ} قال: ((غير ممنونٍ ما يكتب لهم صاحب اليمين، فإن عمل خيراً، كتب صاحب اليمين، وإن ضعف عن ذلك، كتب له صاحب اليمين، وأمسك صاحب الشمال، فلم يكتب سيئةً، ومن قرأ القرآن، لم يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علمٍ شيئاً)).
فهذا كله يكشف عن حال المعمرين في الإسلام، وأقدارهم عند الله، وليس يراد به: الأعمال والدرجات؛ فإن للأعمال تفاوتاً، ولكن هذا لعامة من يقطع عمره في الإسلام، فبين الغايات، ومرتبة كل غاية وفضله، ووصف في تنزيله ما يقول لأعدائه، قال: {اخسئوا فيها ولا تكلمون}.
ثم قال كنصرة لهم: {إنه كان فريقٌ من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين. فاتخذتموهم سخرياً حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون}، ثم ذكر دوام المؤمنين على إيمانهم، فقال: {إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون}؛