كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)

في وصفه خلق الإنسان، كأنه يؤدي إلى معنى القربة، فجعل هذه الحلية زينة لجوارحه، فإذا لبسها، زانه ذلك.
ومعنى قوله: ((زانه))؛ أي: ليق به، وكل شيء استوى بشيء، فهو له زينة، وقدراً به، وكذلك الوزن، إذا استويا في الميزان، فقد وزنه، وإذا زانه، حلاه، فصار ذلك العضو أحلى (في أعين الناظرين، ومن هاهنا سمت حلية؛ لأنها تحلي تلك الجوارح) في أعين الناظرين، وفي قلوبهم.
وقد عدد الله الحلية علينا في تنزيله في النعم، فقال: {وتستخرجوا منه}؛ أي: من البحر {حليةً تلبسونها}، وهو اللؤلؤ.
فالمعدود في النعم مأذون لنا فيها، ما كان من ذهبٍ، فللإناث، ومحرم على لسان الرسول للذكور، وما كان من فضة أو جوهر، فمطلق للرجال والنساء، وقد لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً اتخذه، وفصه منه.
وروي: ((أنه لبس خاتماً من فضةٍ، وفصه حبشيٌّ)).

الصفحة 48