كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)

والأشربة والأغذية والأدوية، وحوائج ما ينوب في المحيا من كل شيء، ثم صيرهم يبتغون من فضل الله في هذه الأشياء بتغيير الأسعار، فإن الله هو المسعر، وهو القابض والباسط، وهو مقلب القلوب، فبتغيير الأسعار ينالون الأرباح، وبنوبة الحوائج يدر عليهم الشيء بعد الشيء، فيكون ذلك معاشاً، والله تفضل عليهم به.
فأهل الغفلة صيروا هذه الرحمة وبالاً على أنفسهم بتعلق قلوبهم بالأسباب، وبغفلتهم عن المدبر لها، والسائق أرزاقهم إليهم من فضله، فالناطق بهذه الكلمات بين أولئك الغفلة في هذا الحظ من ربه، فتكتب له الحسنات، وتمحى عنه السيئات، وترفع له الدرجات على عدد ما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، {والله يضاعف لمن يشاء والله واسعٌ عليمٌ}.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: ((ذاكر الله في الغافلين مثله كالشجرة الخضراء في السنة الحمراء)).

الصفحة 481