كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)

فقال عز وجل: {من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينه حياةً طيبةً}، ثم ذكر جزاؤه في آخر الآية، فقال: {ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.
فبالله استغنوا حتى قنعوا بما أعطوا، وبالله انقادوا، وألقوا بأيديهم حتى بذلوا الحق إذا سئلوا، وإلى الله أقبلوا حتى عدل قلوبهم، فصاروا أمناءه وحكامه في أرضه، يحكمون للناس ما يحكمون لأنفسهم، فإن النفس ميالة، وصاحبها غير متهم فيها، وإنه لا يألو لها نصحاً وخيراً، فيتمثل شأنها، فما أحب لها، وحكم لها في الأمور، أحب للناس مثله، وحكم لهم بمثله.
وروي عن كعب: أنه قال: إن أحببت أن تصل الأرحام ما بينك وبين آدم عليه السلام، فأحب للناس ما تحب لنفسك.
وروي في مناجاة موسى عليه السلام: أنه قال: يا رب! كيف أصل رحمي وقد تباعدوا عني في مشارق الأرض ومغاربها، وقد أمرتني بذلك؟ قال: ((يا موسى! أحب لهم ما تحب لنفسك)).
وعنه قال: سألني بعض السائلين أن أوصيه بوصية أجمل له وأوجزها، فقلت له:

الصفحة 493