كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)

الضيافة، فقال: نعم، فإذا له خيمة ونخل وشاة، فلما أمسى، خرج من خيمته، فاحتلب العنز، واجتنى لي رطباً، ثم وضعه فأكلت معه، فبات نائماً، وبت قائماً، وأصبح مفطراً، وأصبحت صائماً، ففعل ذلك ثلاث ليال، فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيك: إنك من أهل الجنة، فأخبرني ما عملك، قال: فأت الذي أخبرك حتى يخبرك بعملي، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((ائته، فمره فليخبرك))، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تخبرني، قال: أما الآن، فنعم، لو كانت الدنيا لي، فأخذت مني، لم أحزن عليها، ولو أعطيتها، لم أفرح بها، وأبيت وليس في قلبي غلٌّ على أحد.
قال عبد الله: لكني -والله- أقوم الليل، وأصوم النهار، ولو وهبت لي شاة، لفرحت بها، ولو ذهبت، لحزنت عليها، والله! لقد فضلك الله علينا فضلاً بيناً.
فهذا هو الذي ذكرناه بدءاً، فأوجزته لذلك السائل، وجماع الأمر في هاتين الخصلتين: سقوط منزلة دنياك عن قلبك، وسقوط منزلة نفسك عن

الصفحة 500