كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)

عباده، فيصلح للرعاية، ولئن يرحل، فهو في جهد من رعايته، يجنبهم الآفات، ويهديهم الهدايات، ويوردهم المياه العذبة، وهو العلم الصافي بلا تخليط ولا كدورة، ويعرفهم خداع العدو ومراصده، ومكامن النفس، وهو في ذلك يحب أن تكون أمورهم على وفاق ما يبين لهم، وعلى محاب الله، فلا يكون كذلك، فربما انتشرت عليه الإبل والأغنام التي يرعاهم، فيضطرب من ذلك، ويتلوى، ويقبل ويدبر احتيالاً وتكلفاً، ويضيق صدره بأمورهم، فهو في جهد من ذلك؛ لما يحب أن تستوي أمورهم، وتستقيم سيرتهم، (ويأبى الله أن يكون إلا ما قدر)، حتى إذا فتح عليه باب النجباء الكرام، والنقباء الفخام، فأبصر بذلك النور الذي أشرق في صدره، وامتلأ منه قلبه: أن هذا تدبيره لهم، ومشيئته فيهم، وأنه أعلم بما يراد لهم، فإنما خلقهم من وجه أرض تربتها مختلفة، فخرجت كل واحدة من هذه

الصفحة 505