كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)

النفوس على قدر تربتها، سهلاً كان أو حزناً، أو طيباً أو خبيثاً.
وأن القلوب أوعيته وأوانيه في أرضه، يضع فيها ما أحب، ويرفع منها ما أحب، وأن العقول بين العبيد مقسومة، وأن الأخلاق لهم من الخزائن ممنوحة، وأن الأنوار على من اختصه برحمته من بينهم ممنونة، وأن له من خلقه صفوة، {وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة}، وأن العبيد فقراء حتى يغنيهم الله من فضله غنى القلب، وأن القلوب بيده يقلبها كيف يشاء، وأن الهداية منه {يهدي الله لنوره من يشاء}، وأن الرسول عوتب في ذلك حتى قيل له: {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتأتيهم بآيةٍ ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين}، و {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}.
ألقى بيده سلماً، وذل لمولاه، وترك مشيئته لمشيئة العزيز الماجد، وخضع وراقب تدبيره فيهم، فصار نجيبة من نجائبه، يضن به مولاه عن

الصفحة 506