كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 3)
قال أبو عبد الله: فعرق الجبين علامة الباطن ظهر على الجبين، والعرق من المؤمن لما يرى من ذنوبه في وقت مقدمه على ربه، فيتراءى له قبح ما جاء به، فيستحي منه، فيعرق لذلك وجهه؛ لأن ما سفل منه قد مات، وإنما بقيت قوى الحياة وحركاتها فيما علا، والحياء في العين، فذاك وقت الحياء، ووقت الرجاء، ووقت الأمل من الحبيب الودود الغفور، الذي تودد إلى أحبابه أيام الحياة، فذاك علامة الإيمان فيه.
والكافر: في عمى عن هذا كله، والموحد المعذب في شغل عن هذا بالعذاب الذي قد حل به، وإنما العرق الذي يظهر لمن حلت به الرحمة، فإنه ليس من ولي، ولا صديق، ولا بر إلا وهو مستحي منه مع البشرى والتحف والكرامات.
540 - حدثنا علي بن حجرٍ، قال: حدثنا حماد بن عمرٍو النصيبي، عن محمد بن سوقة، عن سعيد بن سوقة، قال: دخلنا على سلمان الفارسي نعوده، وهو مبطونٌ، فظننا أنا قد شققنا عليه، فقمنا، فأخذ بثوبي، فجلست، فقال: إني محدثك حديثاً لم أحدثه أحداً قبلك، ولا أحدث أحداً بعدك: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ارقبوا الميت