كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 3)

يرجعونَ، فبيْنَاهُمْ كذلك إِذْ أَتاهُم رجلٌ مُرجَّلٌ في حُلَّةٍ حِبَرَة، فقالَ: أَرأَيْتُمْ إِنْ وردتُ بكم رياضًا مُعْشِبَةً وحياضًا رَوَاءٍ فأَكلُوا وشربوا وسَمنُوا، فقال لهُمْ: أَلمْ أَلْقكُمْ على تلك الحالِ فقلتُ لكم وصدَقتُكُمْ؟ قالوا: بلى، فقالَ: إِنَّ بين أَيديكم رياضا أَعْشَبَ مِنْ هذا وحياضًا أَرْوى من هذه فاتَّبعُونىِ فقالتْ طائفةٌ: صدق (و) اللَّه لنَتَّبعنَّ، وقالتْ طائفةٌ: قدْ رَضيْنا بهذَا نُقِيمُ عليه (¬1).
ك عن سمرة.
3387/ 7876 - "إِنَّه لا قَليلَ مِنْ أَذى الْجَارِ (¬2) ".
الخرائطى في مكارم الأَخلاق "عن أُم سلمة".
3388/ 7877 - "إِنَّه لَا تَتِمُ صَلَاةُ أحدِكُمْ حتى يُسْبغَ الوُضُوءَ كما أَمره اللَّه تعالَى، فيغْسِلُ وجْهَهُ، ويديْهِ إِلى المرفقين، ويَمْسحُ برأسه، ورجْليه إِلى الكعبين ثُمَّ يكبِّرُ اللَّه، ويحْمدُهُ، ويُمَجّدُهُ، ويقْرأُ ما تيسَّرَ من القُرآنِ مما علَّمَه اللَّه وأذِنَ له فيه، ثُمَّ يكبّرُ فيركعُ
¬__________
(¬1) سفر: جمع سافر والسفر والمسافرون بمعنى، والمفاز والمفازة: البرية القفر والجمع المفاوز سميت بذلك لأنها مهلكة من فوز إذا مات. وقيل: سميت تفاؤلا من الفوز أى النجاة، وحبرة بوزن عنبة يقال حله حبرة على الوصف والإضافة وهو برديمان. والرواء بالفتح والمد: الماء الكثير. وقيل: العذب الذى فيه للواردين رى فإذا كسرت الراء قصرته يقال: ماء روى. اهـ النهاية وفى نسخة الخديوية وصدقهم بدل وصدقتكم، هكذا ورد الحديث بالمخطوطات ولفظ رواية الحاكم عن سمرة بن جندب -رضي اللَّه عنه- قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: هل رأى أحد منكم رؤيا؟ قال: فيقص عليه من شاء وأنه قال ذات غداة: إنه أتانى الليلة اثنان ملكان فقعد أحدهما عند رأسى والآخر عند رجلى. فقال الذى عند رجلى للذى عند رأسى: اضرب مثل هذا ومثل أمته فقال: إن مثله ومثل أمته كمثل قوم سفر انتهوا إلى رأس مفازة ولم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة ولا ما يرجعون به فبينما هم كذلك إذا أتاهم رجل مرجل في حلة حبرة فقال: أرأيتم إن وردت بكم رياضا معشبة وحياضا رواء أتتبعونى؟ فقالوا: نعم فانطلق بهم فأوردهم رياضا معشبة وحياضا رواء فأكلوا وشربوا وسمنوا، فقال لهم: ألم ألقكم على تلك الحال فقلت لكم إن وردت بكم رياضا معشبة وحياضا رواء أتتبعونى؟ فقالوا: بلى. فقال إن بين أيديكم رياضا أعشب من هذا وحياضا أروى من هذه فاتبعونى. فقالت طائفة: صدق واللَّه لنتبعن، وقالت طائفة: قد رضينا بهذا نقيم عليه (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبى اهـ المستدرك جـ 4 صـ 397 وقد سبق في إنما مثلى ومثلكم ومثل الدنيا عن الحسن فارجع إليه وإلى الهامش إن أردت.
(¬2) أورده الصغير برقم 9917 في حرف "لا" بدون لفظ إنه ورمز له بالضعف والحديث في مجمع الزوائد جـ 8 صـ 170 باب ما جاء في أذى الجار كتاب البر والصلة قال الهيثمى بعد إيراد الحديث رواه الطبرانى ورجاله ثقات وهذا هو ما نقله المناوى على شرح الصغير (وهو بمثابة الاعتراض على تضعيف السيوطى للحديث حيث رمز له بالضعف).

الصفحة 39