كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 3)

3465/ 7954 - "إِنَّها صلاةُ رَغْبةٍ وَرَهْبَةٍ سأَلتُ اللَّه فيها ثلاثَ خِصَالٍ فأَعطانِى اثنتَيْنِ وَمَنَعَنِى واحدةً، سأَلْتُه أَلَّا يُسْحِتَكُمْ بعذاب أَصابَ مَنْ كانَ قبْلكُمْ فأَعْطَانيهَا؛ وسأَلْتُه أَلا يُسلِّطَ على بيْضتِكُمْ عدوّا فيجتاحَهَا فأعْطَانيهَا، وسأَلْتُهُ أَلَّا يُلْبِسَكُم شيعًا ويذيقَ بعضَكُم بأسَ بعْضٍ فمَنَعَنيها" (¬1).
الحسن بن سُفيان وابن جرير في تفسيره، ع، طب والباوردى وابن قانع وابن مرْدويه وأَبو نُعيم، ض عن نافع بن خالد الخزاعىِّ عن أَبيه، حم، ت حسن صحيح، ن، حب، حل، ض عن عبد اللَّه بن خباب عن أَبيه.
3466/ 7955 - "إِنَّها ستكونُ عليْكُم بعْدى أُمراءُ يشْغَلُهم أَشياءُ عن الصلاة لوقتها حتَّى يذهبَ وقْتُها، فصلُّوا الصلاةَ لوقتِها. قال رجل: يا رسول اللَّه إِنْ أَدْرَكتُها معهم أُصلِّى معهم؟ قال: نعم، إِنْ شئتَ" (¬2).
عبد الرَّزاق، حم والرُّويانى طب، ض عن عبادة بن الصَّامت.
¬__________
(¬1) "يسحتكم": مشتق من السحت وهو الإهلاك والإستئصال (بيضتكم): أى مجتمعهم وموضع سلطانهم ومستقر دعوتهم أراد أن لا يسلط عليهم عدوًا يستأصلهم ويهلكهم جميعهم. وقيل. أراد بالبيضة الخوذة فكأنه شبه مكان اجتماعهم والتئامهم ببيضة الحديد (أن لا يلبسكم شيعًا) فيه حديث جابر لما نزلت (أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض" قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هاتان أهون وأيسر" الشيع: الفرق، أى يجعلكم فرقًا مختلفين - (يجتاحها) أى يستأصلها ويأتى عليها، والإجتياح من الجائحة هى الآفة التى تهلك الثمار والأموال وتستأصلها، وكل مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة جائحة، ولفظ رواية الترمذى عن عبد اللَّه بن خباب بن الأرت عن أبيه قال: صلَّى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلاة فأطالها، قالوا: يا رسول اللَّه صليت صلاة لم تكن تصليها قال: أجل إنها صلاة رغبة ورهبة إنى سألت اللَّه فيها ثلاثًا فأعطانى اثنتين ومنعنى واحدة، سألته أن لا يهلك أمتى بسنة فأعطانها وسألته أن لا يسلط عليهم عدوًا من غيرهم فأعطانها وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح وفى الباب عن سعد وابن عمر أهـ الترمذى جـ 2 ص 26، 27 باب الفتن وستأتى للحديث رواية أخرى.
(¬2) في مجمع الزوائد جـ 1 ص 325 باب فيمن يوخر الصلاة عن وقتها عن ابن امرأة عبادة بن الصامت. قال: كنا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال أنَّه ستجئ أُمراءُ تشغلهم أشياء حتى لا يصلون الصلاة لميقاتها قلنا: فما ترى يا رسول اللَّه؟ قال: صلوا الصلاة لوقتها فإن أدركتموها معهم فاجعلوا صلاتكم سبحة، هذا لفظ الطبرانى في الكبير ورواه أحمد وترجم له فقال: حديث أَبى أُبىٍّ وذكر له هذا الحديث. وقد رواه أبو داود وغيره عنه عن عبادة بن الصامت ولأبى أُبَى صحبه فاللَّه أعلم. ورجاله رجال الصحيح.

الصفحة 60