كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 3)
الحوْضُ وإِنِّى واللَّه لأَنْظُرُ إِلى حوْضِى الآنَ، وإِنِّى قَدْ أُعْطيتُ مفاتيحَ خزائن الأَرضِ، وإِنِّى واللَّه ما أَخافُ عليكمُ أَن تُشركوا بعدى ولكنِّى أَخافُ عليكُمْ الدُّنيا أَنْ تنافسوا فيها" (¬1).
حم، خ، م عن عقبة بن عامر.
3556/ 8045 - "إِنِّى لَمْ أُعْطِكَ لِتَلْبَسَه إِنَّما أَعْطَيْتُكَ لتبيعَهُ وتنتفعَ به، وفى رواية تُشَققَها خُمُرًا بَيْنَ نِسَائِكَ. قاله -صلى اللَّه عليه وسلم- لعمر حين أَعْطاهُ الحلة وكانت قَبَاءَ ديباجٍ فلبسه عمرُ فنهاهُ عن لبسه فباعه عمرُ بأَلْفَىْ دِرهم، وفى روايةِ ابن عمر قال: وجد عمر بن الخطّاب حُلَّةً مِن إِستبرق تباع في السوق فأَخذها فأَتى بها رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه ابتَعْ هذه فتجمَّلْ بها للعيد وللوفدِ فقال: إِنَّما هذه لباس من لا خلاق له. ثمَّ لبث عمر ما شاءَ اللَّه ثُمَّ أَرسل النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- إِليه بجبةِ ديباج فقال: قَدْ قُلْتَ فيها ما قلتَ ثمَّ أَرسلت إِلَّى بهذه؟ فقال: تبيعها وتصيبُ بها حاجَتَك" (¬2).
خ، م عن جابر.
3557/ 8046 - "إِنِّى لكُمْ فَرط (¬3)، وإِنَّكُمْ واردون علىَّ الحَوضَ عَرْضُه ما بيْنَ صَنْعاءَ إِلى بُصْرى، فيه عددُ الكواكبِ منْ قِدْ حانِ الذهب والفضَّةِ، فانظرُوا كَيْفَ تَخْلُفونِي في الثَّقلين؟ قيل: وما الثقلان يا رسولَ اللَّه؟ قال: الأَكْبَرُ كتابُ اللَّه، سببٌ طرفُه بيدِ اللَّه وطرفُه بأَيديكُم، فتمسَّكُوا بِهِ لنْ تزلُّوا ولا تضلُّوا، والأَصْغَرُ عِتْرَتِى، وإِنَّهما لنْ
¬__________
(¬1) والحديث عند مسلم عن عقبة بن عامر -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج يومًا فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثمَّ انصرف إلى المنبر فقال: وذكره ببعض مغايرة في اللفظ أهـ مختصر صحيح مسلم حديث رقم 1555.
(¬2) ولفظه عند مسلم عن جابر بن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنهما-، قال: لبس النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- يومًا قباء من ديباج أهدى له. ثمَّ أوشك أن نزعه، فأرسل به إلى عمر بن الخطّاب -رضي اللَّه عنه- فقيل له: قد أوشك مما نزعته يا رسول اللَّه. فقال: "نهانى عنه جبريل عليه السلام" فجاءه عمر -رضي اللَّه عنه- يبكى فقال: يا رسول اللَّه كرهت أمرًا وأعطيتنيه فمالى؟ فقال "إنى لم أعطكه لتلبسه. إنما أعطيتكه تبيعه فباعه بألفى درهم" انظر مختصر صحيح مسلم حديث رقم 1340، وفى الباب عن ابن عمر وانظر مختصر صحيح مسلم حديث رقم 1335.
(¬3) إنى لكم فرط بين أيديكم من نسخة الظاهرية، وفى بعض النسخ (إنى فرط لكم)، والحديث أورده مجمع الزوائد في باب فضل أهل البيت -رضي اللَّه عنهم- 9 - 163، 164 في ثلاث روايات الرواية التى معنا هى ثانيتها وأخصرها، ثمَّ قال الهيثمى: في الصحيح طرف منه، وفى سند الأولى والثانية حكيم بن جبير وهو ضعيف.