كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

وتَجَوَّزَ في تسمية الساعة، ويؤكده عنده (¬1) -أيضًا-: قوله -عليه الصلاة والسلام- في بعض طرق الحديث: "مَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً" (¬2)، والتهجيرُ لا يكون أولَ النهار، وتمسَّك بعضُ أصحابه بحقيقة لفظ الساعة، وتجوَّزَ بلفظ الرواح (¬3).
قلت: أما الرواح، فاختلف فيه اللغويون، فظاهرُ كلام الجوهري، أو نصُّ كلامه: أنه لا يكون إِلَّا بعدَ الزَّوال (¬4)؛ كما قاله مالك رحمه اللَّه، وغيره.
وأما الأزهري، فأنكر ذلك، وغلَّطَ قائلَه، فقال في "شرح ألفاظ المختصر": معنى راح: مضى إلى المسجد، ويتوهم كثيرٌ من النَّاس أن الرواحَ لا يكون إِلَّا في آخر النهار، وليس ذلك بشيء؛ لأن الرواحَ والغُدُوَّ عند العرب مستعملان في السير أيَّ وقتٍ كانَ من ليلٍ أو نهار، يقال: راح في أولِ النهار وآخرِه، يروح، وغدا بمعناه (¬5). هذا لفظ الأزهري.
وذكر غيرُه نحوَه (¬6) أيضًا.
¬__________
(¬1) "عنده" ليس في "ق".
(¬2) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (887)، ومسلم برقم (850).
(¬3) انظر: "المعلم" للمازري (1/ 471).
(¬4) انظر: "الصحاح" للجوهري (1/ 398)، (مادة: روح).
(¬5) انظر: "الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" للأزهري (ص: 64).
(¬6) في "ت": "نحوه غيره".

الصفحة 10