كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

حنيفة، وأحمدُ -في المشهور عنهم (¬1) -، بل قالوا: يستقبل الناس، ويذكِّرُهم.
وقال الشافعي: يخطب لها خُطبتين بعد فعلِها، سواءٌ كان كسوفًا، أو خسوفًا.
ولأحمد نحوه، هكذا نقله عنه ابن هبيرة (¬2).
وبقول الشافعي قالُ إسحاق، والطبري، وفقهاءُ أصحاب الحديث.
حجةُ القائلين بعدم الخطبة (¬3): أن خطبة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إنما كانت لإعلام الناس أن الكسوف (¬4) آيةٌ، وليس على ما قالوه (¬5) من كسوفها لموتِ إبراهيم، أو لموتِ عظيم، على ما كانت تقولُه الجاهلية فيهما، وما يقوله أهلُ الحساب والنجوم من دليلهما على ما يحدث في العالم.
وقد تقدم كلامُ ق (¬6) على ما قاله أهلُ الحساب لصلاة الكسوف، وأيضًا: فلمَّا كان كثيرٌ من الكَفَرة يعتقد فيهما من (¬7) التعظيم؛ لأنهما
¬__________
(¬1) في "ت": "عندهم".
(¬2) انظر: "الإفصاح" لابن هبيرة (1/ 179).
(¬3) "بعدم الخطبة" ليس في "ت".
(¬4) في "ت": "أنها" بدل "أن الكسوف".
(¬5) في "ت": "قالوا".
(¬6) "ق" ليس في "ت".
(¬7) "من" ليس في "ق".

الصفحة 103