كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

أعظمُ الأنوار الظاهرة، حتى ارتقى الحال ببعضهم إلى عبادتهما (¬1).
وقال جماعةٌ من الضُّلَّال بتأثيرهما في العالم، فأعلَمَ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنهما آيتان على حدوثهما، ونقصِهما عن هذه المرتبة؛ لطروء التغيير (¬2) والنقصِ عليهما، وإزالةِ نورهما الذي به (¬3) عظم في النفوس عنهما، فلما (¬4) جاء: أن القيامة تقوم وهما مكسوفان، ولهذا -واللَّه أعلم- جاء في الحديث الآخر: فقامَ فَزِعًا، يَخْشَى أَنْ تكونَ الساعَةُ (¬5)، هذا معنى (¬6) كلام ع، وأكثر لفظه (¬7).
ق: وهذا خلافُ الظاهر من الحديث، لاسيما بعدما ثبتَ أنه ابتدَأَ بما تُبتدأ به الخطبةُ من حمدِ اللَّه، والثناءِ عليه.
واستضعف الشيخُ (¬8) ما قاله ع بأن الخطبة لا تنحصر مقاصدُها في شيء معين بعدَ الإتيان بما هو المطلوبُ منهما؛ من الحمدِ والثناءِ والوعِظ، وقد يكون بعضُ هذه الأمور داخلًا في مقاصدِها؛ مثل: ذكر
¬__________
(¬1) في "ق": "عبادتها بتأثيرها".
(¬2) في "ق": "التغير".
(¬3) "به" ليس في "ت".
(¬4) في "ت": "عينهما، ولما" بدل "عنهما، فلما".
(¬5) سيأتي تخريجه، من حديث أبي موسى -رضي اللَّه عنه- قريبًا.
(¬6) "معنى" ليس في "ت".
(¬7) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (3/ 331) وما بعدها.
(¬8) "الشيخ" ليس في "ت".

الصفحة 104