كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

الجنة والنار، وكونهما من آيات اللَّه، قال: بل هو كذلك جزمًا (¬1).
قال ابن بزيزة: إنما خطب؛ لأن الخطبة من سنة هذه الصلاة.
السادس: قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فإذا رأيتم ذلك، فادعوا اللَّه، وكَبِّروا، وصَلُّوا، وتصدَّقوا" ظاهره: عدمُ تقييدِ الصلاةِ بوقتٍ من النهار، وقد تقدم ذكرُ الاختلاف في وقت صلاة الكسوف.
و (¬2) في الحديث: دلالة على استدفاع البلايا والمحن بالدعاء، وما ذُكر معه، وقد أمر اللَّه -تعالى- بالدعاء في كتابه في غير ما موضع، كما أمر بالصلاة وغيرها من العبادات، فقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة: 186] الآيةَ، وقال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وقال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف: 55]، وغير ذلك من الآي، وقال ربُّنا: "هَلْ مِنْ داعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ " (¬3)، ولأن الباري -تعالى- يحبُّ السؤال، ويعطي عليه جزيلَ الثواب، وفي الحديث: "الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ" (¬4)،
¬__________
(¬1) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 141).
(¬2) الواو ليست في "ت".
(¬3) تقدم تخريجه.
(¬4) رواه الترمذي (3371)، كتاب: الدعوات، باب: ما جاء في فضل الدعاء، من حديث أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه-. وقال: غريب. ورواه أيضًا (3372)، من حديث النعمان بن بشير -رضي اللَّه عنهما- بلفظ: "الدعاء هو العبادة" وقال: حسن صحيح.

الصفحة 105