كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

باشتغال الناس، وشدة القحط عن الضرب في الأرض، واللَّه أعلم (¬1).
الثالث: قوله: "فادعُ اللَّه يغيثنا"، وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللهمَّ أغثنا": هكذا هو في جميع نسخ مسلم، "أَغِثْنا" -بالألف-، و"يُغيثنا" (¬2) -بضم الياء- من أغاث، يُغيث، رباعي، والمشهور في كتب اللغة إنما يقال في المطر: غاثَ اللَّه الناسَ والأرض، يَغيثهم -بفتح الياء-؛ أي: أنزلَ، المطر وقد تأوله ع على أن هذا المذكور في الحديث بمعنى المغوثة، وليس من طلب الغيث.
قال (¬3): وإنما يقال في طلب الغيث: اللهم غِثْنا، وارزقنا غَيْثًا.
قال (¬4): ويحتمل أن يكون من طلب الغيث؛ أي: هَبْ لنا غيثًا، وارزقنا غيثًا؛ كما يقال: سقاه اللَّه، وأسقاه؛ أي: جعل له سقيًا على لغة من فرق بينهما (¬5).
قلت: ويجوز في (يُغيثنا): الرفعُ والجزمُ؛ فالرفعُ على الاستئناف،
¬__________
(¬1) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 147).
(¬2) "وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم- "اللهم أغثنا": هكذا هو في جميع نسخ مسلم، "أغثنا" -بالألف-، و"يغيثنا" ليس في "ت".
(¬3) "قال" ليس في "ت".
(¬4) "قال" ليس في "ت".
(¬5) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (3/ 319)، و"شرح مسلم" للنووي (6/ 191).

الصفحة 130