كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

كلُّهم على خلافه؛ فإنها بكرة (¬1)؛ كصلاة العيدين (¬2).
قلت: انظر قوله: والناس كلُّهم على خلافه (¬3)، وقد تقدم قريبًا نقلُ الخلاف في ذلك عن ابن شعبان، وغيره.
ح: قال جماعة من أصحابنا، وغيرهم: السنَّةُ في كلِّ دعاء لرفع بلاء؛ كالقحط، ونحوه (¬4): أن يرفع يديه، ويجعل أَظْهُر (¬5) كفيه إلى السماء، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيلِه، جعل بطنَ كفِّه (¬6) إلى السماء، واحتجوا بهذا الحديث؛ يعني: أن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- استسقى، فأشار بظهرِ كَفَّيه إلى السماء (¬7).
وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "اللهمَّ أغثنا، ثلاثًا" فيه: استحبابُ تكرارِ الدعاء ثلاثًا، وقد جاء فى بعض الأحاديث: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُلِحِّينَ في الدُّعَاءِ" (¬8)، فعلى هذا لا ينبغي الاقتصارُ على مرة
¬__________
(¬1) في "خ" و"ق": "تكره"، والتصويب من المطبوع من "إكمال المعلم".
(¬2) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (3/ 319).
(¬3) "فإنها بكرة؛ كصلاة العيدين. قلت: انظر قوله: والناس كلهم على خلافه، " ليس في "ت".
(¬4) في "ت": "وغيره".
(¬5) في "ق" و"ت": "ظهر".
(¬6) في "ت": "كفيه".
(¬7) انظر: "شرح مسلم" للنووي (6/ 190).
(¬8) رواه الطبراني في "الدعاء" (20)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1069)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1108)، وغيرهم من حديث =

الصفحة 132