كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

وقوله: "مثل الترس": ع: قال ثابت: لم يُرِدْ -واللَّه أعلم-: في قَدْرِه، ولكن في مرحاها واستدارتها، وهو أحمدُ السحابِ عند العرب.
وقوله: "ثم أمطرت" قيل: إنَّ مَطَرَتْ -ثلاثيًا- في الرحمة (¬1)، وأَمْطَرَتْ -رباعيًا- في النقمة، قال تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} [هود: 82].
وقيل: هما سواء، بدليل قوله تعالى: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24]، فمُمْطِر: اسمُ فاعل من أَمْطَر، وهم إنما زعموا مطرَ الرحمة، وهذا هو المعروفُ في كلام العرب؛ أعني: التسويةَ بينهما.
السادس: "السبت": القطعةُ من الدهر.
ع: قال ثابت: والناسُ يحملونه على أنه أرادَ: من سبتٍ إلى سبتٍ، وإنما هو القطعة من الزمان، يقال: سَبْتٌ من الدهر، وسَبْتَةٌ، وقد رواه الداودي: سِتًا، وفسره؛ أي: ستة أيام من الدهر؛ أي: من الجمعة إلى الجمعة، وهو تصحيف (¬2) (¬3).
قلت: السبتُ من الألفاظ المشتركة، فالسبتُ: الدهرُ، والسبت:
¬__________
(¬1) في "ت": "أمطرت في الرحمة ثلاثيًا".
(¬2) قوله: "ع: قال ثابت. . . " إلى هنا، ليس في "ت".
(¬3) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (3/ 320).

الصفحة 134