كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

واعتذر عن رواية "أهدى": بأنه لما عطفه على ما قبلَه من الهدايا، وجاء به بعده، لزمه حكمُه في اللفظ، وحُمل عليه؛ كقوله:
مُتَقَلّدًا سَيْفًا وَرُمْحًا
أي: وحاملًا رمحًا، وكذلك هنا؛ كأَنه (¬1) كالمتقرب بالصدقة بدجاجة، أو بيضة، وأطلق على ذلك اسم الهدي؛ لتقدمه، وتحسين الكلام به.
وأما (¬2) رواية: "فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَذَا"، فاعتذر عنه -أيضًا (¬3) - بأنه ضربٌ من التمثيل للأجور ومقاديرها، لا على تمثيل الأجور وتشبيهها، حتى يكونَ أجرُها كأجر هذا، وتكون الدجاجة في التمثيل والتدريج، والبيضة بقدر أجرهما (¬4) من أجر البدنة، لو كان هذا مما يُهدى.
ع (¬5): واختُلف في الغنم، هل هي من الهدي، أم لا؟ وفائدةُ الخلاف فيمن قال: عليَّ هديٌ (¬6)، هل تجزئه (¬7) شاةٌ أم لا؟ وأجاز ذلك
¬__________
= دجاجة") ليس في "ت".
(¬1) في "ت": "ها هنا؛ لأنه" بدل "هنا، كأنه".
(¬2) في "ت" زيادة: "على".
(¬3) "أيضًا" ليس في "ت".
(¬4) في "خ" و"ق": "إحداهما".
(¬5) "ع" ليس في "ت".
(¬6) في "خ" و"ت": "الهدي".
(¬7) في "ت": "أتجزئه".

الصفحة 16