كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

مرةً مالكٌ، ومرة لم يُجزها إِلا من قصر النفقة، على تضعيف منه فيها.
الرابع: قوله -عليه الصلاة والسلام-: "فإذا خرجَ الإمامُ، حضرتِ الملائكةُ يستمعونَ الذِّكْر"، وفي رواية البخاري: "طَوَوْا صُحُفَهُمْ".
ع (¬1): قالوا: هذا يدل على أنهم غيرُ الحفظة (¬2).
وقال بعض المتأخرين من أصحابنا: لا دليل فيه.
(¬3) قال ابن بزيزة: وأما طيُّ الصحف، فعبارة عن أنهم لا يكتبون، فهل هو تنبيه على فضيلة البكور؛ بحيث إنه إن لم يبكر، لا يكتب له مثلُ ما يُكتب للمبكر؟ أو نفي الكَتْبِ مطلقًا في حق غير المبكر؟ وهو ظاهر اللفظ.
وفي "مسند الحارث (¬4) بن أبي أسامة": "إِنَّ المَلَائِكَةَ يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ: جَاءَ فُلَانٌ مِنْ سَاعَةِ كَذَا، جَاءَ فُلَانٌ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، جَاءَ فُلَانٌ وَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ، جَاءَ فُلَان وَلَمْ يُدْرِكِ الجُمُعَةَ، إِذَا (¬5) لَمْ يُدْرِكِ الخُطْبَةَ" (¬6)، فهذا يدلُّ على أن كَتْبهم لا ينقطع بجلوس الإمام على المنبر.
¬__________
(¬1) "ع" ليست في "ت".
(¬2) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (3/ 240).
(¬3) في "ت" زيادة: "و".
(¬4) في "ت": "حديث" بدل "مسند الحارث".
(¬5) في "ق": "إذ".
(¬6) رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (199).

الصفحة 17