كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

وقوله: كنا نُجَمِّع: هو بضم النون وفتح الجيم وتشديد الميم المكسورة؛ أي: نُقيم الجمعةَ مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (¬1).
والفيء: ما بعدَ الزوال من الظل، أنشد الجوهري:
فَلَا الظِّلَّ مِنْ بَرْدِ (¬2) الضُّحَى نَسْتَطِيعُهُ ... وَلَا الفَيْءَ مِنْ بَرْدِ (¬3) العَشِيِّ نَذُوقُ
قال (¬4): وإنما سُمي الظل فَيْئًا؛ لرجوعه من جانب إلى جانب.
قال ابن السِّكِّيت: الظلُّ: ما نسخته الشمسُ، والفيءُ: ما نسخَ الشمسَ.
وحكى أبو عُبيد (¬5) عن رؤبة: كلُّ ما كانت عليه الشمسُ، فزالت عنه، فهو فيءٌ، وظِلٌّ، وما لم تكن عليه الشمسُ، فهو ظِلٌّ، والجمعُ: أَفياء، وفُيوء، وقد فَيَّأَتِ الشجرةُ تَفْيِئَةً، وتَفَيَّأْتُ أَنَا في فَيْئهَا (¬6)، وتَفَيَّأَتِ الظِّلالُ: تَقَلَّبَتْ، واللَّه أعلم (¬7).
¬__________
(¬1) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 119).
(¬2) في "ت": "بعد".
(¬3) في "ت": "بعد".
(¬4) "قال" ليس في "ت".
(¬5) في "ت": "أبو عبيدة".
(¬6) "وتفيأت أنا في فيئها" ليس في "خ" و"ت".
(¬7) انظر: "الصحاح" للجوهري (1/ 63)، (مادة: فيأ).

الصفحة 23