كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

أنه (¬1) سَيُنَزِّلُ على محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- كتابًا في أولِ سُوَرٍ (¬2) منه حروفٌ مقطعة.
وقال ابن عباس -أيضًا-: هي حروف تدلُّ على: أنا اللَّه أعلم، أنا اللَّه أرى، أنا اللَّه أفصل.
وقال ابنُ جبير، عن ابن عباس: هي حروفٌ كلُّ واحد منها؛ إما أن يكونَ من اسم (¬3) من أسماء اللَّه -تعالى-، وإما من نعمةٍ من نعمه (¬4)، وإما من اسم مَلَكٍ من ملائكته، أو نبيٍّ من أنبيائه عليهم الصلاة والسلام.
وقال قوم: هي تنبيه؛ كـ: (يا) (¬5) في النداء.
وقال قوم: رُوي أن المشركين لما أعرضوا عن سماع القرآن بمكةَ، نزلت؛ ليستغربوها، فيفتحوا لها أسماعهم، فيستمعون (¬6) القرآن بعدها.
قال ابن عطية: والصوابُ ما قاله الجمهور: أن تفسَّر (¬7) هذه الحروف، ويُلتمس لها التّأويل؛ لأنا نجد العربَ قد تكلمت بالحروف المقطعة نَظْمًا لها، ووضعًا بدلَ الكلماتِ التي الحروفُ منها؛ كقول الشاعر:
¬__________
(¬1) في "ت": "أن".
(¬2) في "ت": "سورة".
(¬3) "من اسم" ليس في "ت".
(¬4) "تعالى، وإما من نعمة من نعمه" ليس في "ت".
(¬5) في "ت": "كما".
(¬6) في "ت": "فيسمعون".
(¬7) في "ت": "تفسير".

الصفحة 27