كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

قُلْتُ لَهَا قَفِي ... قَالَتْ (¬1) قَافْ
أراد: وقفتُ.
وكقول الآخر:
بِالخَيْرِ خَيْراتٍ وَإِنْ شَرًّا فَا ... وَلَا أُرِيدُ الشَّرَّ إِلَّا أَنْ تَا
أراد: وإن شَرًّا، فَشَرًّا (¬2)، وأراد: إلا أن تشاء (¬3).
والشواهد في هذا كثيرة، فليس كونها (¬4) في القرآن مما تُنكره العرب في لغتها (¬5)، فينبغي إذا كان من معهود كلام العرب، أن يُطلب تأويله، ويُلتمس وجهه.
والوقفُ على هذه الحروف بالسكون، لنقصانها، إِلَّا إذا أخبرتَ عنها، أو عطفتَها، فإنك تُعْرِبها؛ لأنها حينئذ أسماءٌ لا حروف، وموضع {الم} من الإعراب رفعٌ، على أنه خبرُ مبتدأ محذوف، أو على أنه ابتداء، أو نصبٌ بإضمار فعل، أو خفضٌ بالقسم، وهذا (¬6) الإعراب يتجه الرفع فيه في بعض الأقوال المتقدمة، والنصبُ في بعض، والخفضُ
¬__________
(¬1) في "ت": "فقالت".
(¬2) "أراد: وإن شرًا، فشرًّا" ليس في "ق".
(¬3) في "ت": "فَشَرٌ وإلَّا أن تشاء" بدل "فَشَرًّا، وأراد: إِلَّا أن تشاء".
(¬4) في "ت": "كونه".
(¬5) في "ت": "لغاتها".
(¬6) في "ت": "وهو".

الصفحة 28