كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

في قول ابن عباس: إنها أسماء اللَّه -تعالى- أقسَم بها (¬1).
فائدة: قال ابنُ خطيب زملكا (¬2) في "برهانه": وسأوضح لكَ ذلك بشيء (¬3) من دقيق المسالك، يُشير إلى إعجاز القرآن، منه فواتحُ السُّور التي هي حروف هجاء، فإذا (¬4) نظرتها ببادي الرأي، وجدتَها مما يكاد يمجُّه السمعُ، ويقلُّ به النفعُ، مع أنها من (¬5) الحُسْنِ ترفُل في الحِبَر، ويقصرُ عنها دقيقُ النظر، وذلك من وجوه:
الأول: أنها كالمهيِّجَةِ لمن سمعَها من الفُصَحاء، والموقظة للهمم الراقدة من البُلَغاء، لطلب التساجل، والأخذ في التفاضل، ألا تراها بمنزلة زَمْجَرَةِ (¬6) الراعد قبلَ الماطِر في الإعلام؛ لتعيَ (¬7) الأرضُ فضلَ الغَمام، وتحفظ (¬8) ما أُفيض عليها من الإنعام، وتخاف مواقعَ الانتقام، مما فيه من العُجْمة التي لا تُؤْلَف (¬9) في الكلام، وما هذا شأنُه خليقٌ
¬__________
(¬1) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (1/ 81).
(¬2) في "ت" بياض بمقدار قوله: "زملكا".
(¬3) في "ت" بياض بمقدار قوله: "بشيء".
(¬4) في "ق": "وإذا".
(¬5) في "ت": "في".
(¬6) في "ت": "رعدة".
(¬7) في "ت": "لسقي".
(¬8) في "ت": "ويحفظ".
(¬9) في "ق": "لا تولد".

الصفحة 29