كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

بالنظرِ فيه، والوقوفِ على معانيهِ، بعدَ حفظ معانيه (¬1)، بل حكم الدواعي الجبلِّية أن تبعث (¬2) على ذلك اضطرارًا لا اختيارًا، لاسيما وهي صادرة (¬3) عن رجل عليه مَهَابةٌ وجلالة، قد قام مقامَ أُولي الرسالة، وكشفَ ما هم عليه من الجهالة والضلالة، وتوعَّدَهم بأن (¬4) المهلكات نازلة بهم لا محالة.
الثاني: التنبيهُ (¬5) على أن تعداد هذه الحروف، ممن لم يمارس الخَطَّ، ولم (¬6) يعانِ النظرَ فيه على ما قال تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} [العنكبوت: 48] مُتَنَزِّلٌ (¬7) منزلةَ الأقاصيص عن الأمم السالفة، ممن ليس له اطلاعٌ على ذلك.
الثالث: انحصارُها في نصفِ حروفِ المعجمِ؛ لأنها أربعةَ عشرَ حرفًا، وهي الألف، واللام، والميم، والصاد، والراء، والكاف، والهاء، والياء، والعين، والطاء، والسين، والحاء، والقاف، والنون، وهذا واضح على من عدَّ حروفَ المعجم ثمانيةً وعشرين (¬8) حرفًا،
¬__________
(¬1) في "ت": "مغانيه".
(¬2) في "ت": "تبعث".
(¬3) في "ق": "قد صدرت".
(¬4) في "ت": "أن".
(¬5) في "ق": "تنبيه".
(¬6) في "ت": "ولا".
(¬7) في "ت": "مُنَزَّلٌ".
(¬8) في "ق": "وعشرون".

الصفحة 30